حمى الثورات العربية يجتاح مدينة اليوسفية المغربية

سنة 2011 سنة مفعمة بالحيوية و النشاط سنة بعيدة كل البعد عن المألوف بحث كسر الشعب العربي أغلال القمع و البؤس من أجل حياة أفضل و كرامة أفضل فشباب هذا الجيل كثيرا ما كانوا ينتقدونه بأنه مقلد أعمى لا يعي أي شيئ لكن أصبحت هذه الأقوال عن شباب هذا الزمن في طي النسيان حيث كان قائدهم و محفزهم محمد البوعزيزي بطل هذا الزمن لكن ما قام به جاء بعد ضغط عدة سنين من القهر و القمع و الإضطهاد مثل البراكين الإنفجارية فمع عشرات السنين أو مئات السنين أو آلاف السنين أو أكثر يزداد عليها الضغط إثر تحرك الصفائح التكتونية فينفجر إنفجارا مدويا في أي وقت و بشكل مفاجئ يسمعه العالم كله مطلقا عشرات أو مئات الكيلومترات من الرماد السام فالبركان هنا هو الشباب العربي و الصفائح التكتونية هي الأنظمة الغاشمة الضالمة والرماد هو حمى الثورات التي إنتشرت من دولة إلى أخرى حتى وصلت إلى المغرب و بالخصوص إلى مدينة صغيرة جميلة ملوثة و هي مدينة اليوسفية.

أكمل قراءة بقية الموضوع لتعرف المزين عن الثورة في المغرب بمدينة اليوسفية (…)

مدينة اليوسفية مدينة صغيرة تقع و سط المغرب تبعد عن مراكش 100 كيلومتر و آسفي 80 كيلومتر تشتهر بالمناجم الفوسفاطية الكبرى التي يوجد بها حوالي ثلث الإحتياط المغربي من الفوسفاط الخام ذو النوعية الجيدة حيث أرباح المغرب من هذه المدينة الصغيرة يقدر بملايير الدولارات سنويا لكن المشكل هو أن المدينة التي سكانها لا يتجاوز الـ67000 نسمة 80 في المئة منهم فقراء و حوالي 8 في المئة يعيشون تحت تحت خط الفقر بحث هناك منهم من يعيش في الشارع فقط و البطالة بين الشباب تقدر ب60 في المئة دون أي أمل في تشغيلهم رغم أن الشركة المسيطرة على المدينة و هي مجموعة مكتب الشريف للفسفاط لديها أماكن عدة شاغرة لتشغيل الشباب الموجزين و الحاصلين على شواهد مهنية.

لكن شباب مدينة اليوسفية بعد سنين من البطالة و القهر و حياة بدون كرامة قرر الخروج إلى الشارع و الإعتصام و المطالبة بحقهم في التشغيل مثلهم مثل جميع الشباب، كلمة عاطلين عن العمل أصبحت كلمة ثقيلة في النطق و في المعني فقد أصبحت كلمة مكروهة إلى حد ما.

و المشكل الكبير هو أن القوات المساعدة التي لها الدور الكبير في قمع الشعب جلهم من الشباب و خير دليل الصورة أعلاه كل الواقفين هناك شباب قد تم إلتقاط هذه الصورة أثناء خطاب جلالة الملك محمد السادس سدد الله خطاه فقط كانت هذه القوات متأهبة كل التأهب من أجل فض التجمعات الشبابية أمام مقر العمالة بمدينة اليوسفية المطالبين بحقهم في العمل لكن الشباب يضرب الشباب شاب يضرب من أجل الحفاظ عن عمله و شاب يُضرب من أجل حقه في العمل شيئ غريب حقا لكن كما جاء في المثال: “في المغرب لا تستغرب” فأي شيئ يمكنه الحدوث في أية لحظة.

في بداية شهر مارس قام مئات الشبان بالإعتصام أمام إدارة المكتب الشريف للفسفاط و ذلك من أجل إيجاد لهم عمل داخل الشركة التي أرباحها بالملايير الدراهم فبعد 5 أيام تقريبا من الإعتصام قررت قوات الأمن لمحاربة الشغب في الواحدة ليلا مهاجمة المعتصمين و هو نيام و ذلك من أجل إحداث أكبر عدد ممكن من الإصابات في صفوف الشباب أو إحداث عاهة مستديمة تسبب لهم عدم العمل في أي قطاه في الواحدة ليلا و الشباب نيام قام المكتب الشريف للفسفاط بقطع الكهرباء كليا في الحي المتواجد به الإدارة بحيث إنعدمت الرؤية كليا فبدأت قوات الأمن بضرب الشباب بهراوات حديدية تكسر العظم بدأ الشبان يفرون من عين المكان من أجل النجاة بحياتهم داخل أزقة الحي.

و كانت نتيجة هذا التصرف الهمجي من قبل قوات الأمن جروح خطيرة و كسور حادة بالعظام في صفوف الشباب و كما سجلت حالة وفاة حسب بعض الشباب الذين تواجدوا بالمكان كانت هناك حالات خطيرة جدا استوجب نقل بعضهم إلى المستشفى و هم في حالة حرجة.

لكن لأجل ماذا هذا كله من أجل الحصول على فرصة عمل يضمن بها الشباب حياتهم و كرامتهم داخل المجتمع.

بعد هذا الحدث الهام الغير مسبوق في مدينة اليوسفية قررت القطب المنجمي باليوسفية أن يخلق فرص شغل للشباب العاطلين عن العمل و ذلك باستقبال الشباب حاملين معهم شهاداتهم و أوراقهم التبوثية من أجل دفع طلبات لكي يتم تشغيلهم و قالت لهم إدارة المكتب الشريف للفسفاط بأنهم سوف يشغلون كل شباب مدينة اليوسفية فهل سيتم ذلك و هل سيقومن بتشغيال كل الشباب دون فرزهم الله أعلم فالأيام سوف تقول ذلك.